الإسلاموفوبيا لا يزيدها الإرهاب إلا استشراء
انعقدت في الفترة الأخيرة عديد المؤتمرات والندوات والملتقيات لبحث موضوع ما اصطلح على تسميته بالإسلاموفوبيا الخوف أو التخويف من الإسلام دعت إليها هيآت ومؤسسات في داخل العالمين العربي والإسلامي وحتى في الخارج وصدرت عن هذه اللقاءات توصيات ومقررات كان من بينها الإعلان عن تأسيس أقسام ومراكز في صلب عديد الهيآت نذكر منها منظمة التعاون الإسلامي بجدة والأزهر الشريف في مصر ولعل غيرهما من المؤسسات العاملة في حقل الثقافة العربية والإسلامية قد بادرت هي أيضا إلى أحداث مثل هذه الأقسام لمتابعة ما يصدر في مجال الإسلاموفوبيا بمختلف الوسائط المكتوبة والمسموعة والمرئية وعلى صفحات التواصل الاجتماعي بمسمياتها المتعددة من خطب وتصريحات الساسة الغربيين بالخصوص في الحملات الانتخابية وعندما تجد أحداث إرهابية التصقت في السنوات الأخيرة بالمسلمين ويا للأسف الشديد حيث وجد فيها الجميع: الساسة ورجال الإعلام والكتاب والمحللون البغية لينطلقوا في حملة لا هوادة فيها على الإسلام والمسلمين في خلط لا يمكن أن يكون بريئا ولاغير مقصود إذ أغلبهم يعلمون أن الإجماع يكاد يكون منعقدا على أن الإرهاب الذي هو مردود ومرفوض لا دين له ولا جنس له ولا وطن له وأن اسبابه ودوافعه ذاتية سواء لدى الأفراد أو الجماعات التي تتخذه وسيلة لتحقيق أهدافها المعلومة وغير المعلومة وفي اعتقادنا أنه لم يقع بعد الانكباب على دراسة ظاهرة الإرهاب بموضوعية وجدية ومصداقية لتطويقه والحد من مخاطره القريبة والبعيدة والمحلية والإقليمية والدولية.
والإسلاموفوبيا أوالتخويف من الإسلام لا يزيد بها الإرهاب إلا استتشراء ولعل انتظارنا انحسار حملات الإسلاموفوبيا لا طائل من ورائها وذلك لغياب الموضوعية والتجرد والنظرة الواقعية إذا تعلق الأمر بالإسلام والمسلمين رغم الجهود التي بذلها كبار علماء الإسلام ومفكريه منذ بداية القرن الماضي من تبيين وتوضيح لحقائق الإسلام ودفع ورد عن الشبهات التي الصقت ظلما وبهتانا بنبي الإسلام (سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام) وبكتاب الإسلام (القرآن) وتحريف وترويج الأفهام المتعسفة البعيدة عن الموضوعية والتجرد ظل ذلك يتكرر ويستعاد ويستند عليه لتشويه الإسلام والتخويف منه .