اختزال الشريعة في الحدود تشويه للاسلام
اختزال الشريعة في الحدود تشويه للاسلام
كتب محمد صلاح الدين المستاوي
يحتاج ما تطرقت اليه في الورقة السابقة على صفحات( الصريح اون لاين) حول الدولة المدنية في الاسلام كما تبدو ملامحها من خلال ا لنصوص التاسيسية في القران والسنة والسيرة و في ا لممارسات المبكرة (زمن الخلافة الراشدة في عهد الشيخين ابى بكر وعمررضي الله عنهما) يحتج ما انتهيت اليه الى مزيد البلورة والتفصيل خصوصا في المراد بالشريعة والدعوة الى تطبيقها وهي دعوة تتسبب في مخاوف الكثيرين وتستغل لتشويه الاسلام واظهاره في مظهر دين الغلظة والقسوة دين قطع الرقاب و الايدي و دين ا لجلد والرجم....
وهذا الجانب من احكام الشرعية يحتاج من اهل الذكر من العلماء المستنيرين ان يفصلوا فيه القول ويطمئنوا الناس الى ان الاسلام هو دين الرحمة الذي قال الله تبارك وتعالى في حق من ارسل به(وما ارسلناك الارحمة للعالمين)
ولابد من القول ان احكام الشريعة هي احكام زجرية وهي وان كانت منصوصا عليها في ايات محكمة فالمقصود بها هوالارتداع والخوف من ا ن ينطبق ذلك الحكم على من يقع في المخالفة اذا توفرت شروط اثباتها وهي واثبات ذلك شبه مستحيل في اغلب الاحيان وعندما تختلف شهادة واحدة من الاربع شهادات فان المتهم يبرا ويصبح الشاهد قاذفا تنطبق عليه الاية الكريمة(ان جاءكم فاسق بنبا فتبينوا ان تصيبواقوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين)
والواقع في زلل وقد ستره الله ليس مدعوا للاعتراف وكشف ماستره الله فامره الى الله ان شاء عاقبه وانشاء عفا عنه وقد قيل لمن جاء مخبرا بما راه وقع في زلل)قيل له (هلا سترته بردائك)
ومجتمع الاسلام مجتمع الستر يابى اشاعة الفاحشة وعندما قال احد الامراء لمن في مجلسه(مارايكم فيمن رايتهمافي حالة تلبس) .اجيب عليك ان تاتي بثلاثة شهداء معك يشهدون مثل شهادتك فماكان منه الاان صمت
وكلما كانت هناك شبهة يمكن ان يبرا بها المتهم الاوجب الاخذ بها وتبرئة المتهم وقد جاء في الاثر( ادرؤوا الحدود بالشبهات)
لاينبغي اختزال الشريعة الاسلامية السمحة شريعة الرحمة والسماحة والرفق والامن والسلام والتعايش والتسامح شريعة المساواة والعدل والانصاف لاينبغي اختزالها في الحدود بل ان الحدود لايحتاج الى تطبيقها عندما تنتشر بين الناس فقد انتفي بها الظلم والقهر والعدوان والاستغلال والامتهان للانسان الذي كرمه ربه وفضله على كثيرممن خلق تفضيلاعند ذلك تصبح تلك الاحكام الزجرية نظرية فقد امن الناس بعضهم بعضا
الشريعة الاسلامية هي اولاوقبل شيء رحمة وسماحة ورفق ومحبة وعدالة وكرامة وهي السعادة الشاملة لكل الناس
ودورعلماء الاسلام وكل من يتبوا مكانة التوجيه والارشاد هو تقديم الاسلام بهذه الصورة الجميلة المتطابقة مع حقيقته نصا ومقصدا عملا بهدي صاحب الرسالة عليه الصلاة والسلام القائل(يسرا ولاتعسرا وبشرا ولاتنفرا)